AD

الاثنين، 18 يناير 2016

سكان بلدة إيطالية يتكلفون بنقل جثمان مغربي إلى المغرب بسبب طيبوبته


خلّف رحيل مواطن مغربي حزنا كبيرا بين سكان بلدة إيطالية تقع جنوب البلد، وأدرف كثيرون الدموع بسبب طيبوبته.
وكان لانتشار خبر وفاة أحمد الإدريسي، أو “ستيفانو” كما يلقبه سكان البلدة، وقع كبير في نفوس عدد من معارفه المغاربة والإيطاليين، خاصة أنه ترك أسرة دون معيل.
الإدريسي وُلد بالمغرب سنة 1973، ثم هاجر إلى أوربا بحثا عن غد أفضل في العشرينات من عمره. تنقل بين مدن كثيرة، حتى استقر في أقصى جنوب إيطاليا، وتحديدا ببلدة “سان كوستانتينو برياتيكو”، التابعة لإقليم “فيبو فالانتينا”، والتي لم يبرحها منذ عشرين سنة.
تدرج المهاجر المغربي في أعمال كثيرة، قبل أن ينتهي به المطاف في التجارة، إذ بدأ يتنقل في الأسواق حتى كسب معارف كثرا، ليس فقط في البلدة التي يقيم فيها، بل حتى في بلدات كثيرة مجاورة.

ودفعه صدقه وحبّه لمنطقة كالابريا إلى كسب ثقة زبنائه، الذين زاد عددهم بشكل كبير، إذ كان لسمعته الطيبة أثر في نجاح تجارته، فكوّن أسرة واستقدم شريكة حياته من المغرب، ثم واصل عمله في في إيطاليا.
من سوء حظ أحمد أنه أصيب بمرض أنهك جسده ولم يمهله طويلا، حيث حصد روحه وهو لم يتجاوز بعد 43 عاما.
وفاة المهاجر المغربي دفعت شبانا من المنطقة التي يقيم فيها إلى تنظيم حملة لجمع تبرعات لكي يستجيبوا لآخر رغبة عبّر عنها قبل وفاته، وهي نقل جثمانه إلى بلده الأصلي المغرب.

ولأن المهاجر المغربي لم يبرم عقد تأمين الوفاة مع أحد الأبناك المغربية، والذي يخول له نقل جثمانه إلى المغرب في حالة الوفاة، فقد تكلف هؤلاء الأشخاص بجمع المصاريف اللازمة لتنفيذ وصيته، وساهم في الحملة عدد كبير من سكان البلدة، بل ومن بلدات مجاورة، وتم جمع المبلغ الذي يقارب ستة ملايين سنتيم بسرعة.
يقول أحد الإيطاليين الذي يعرفون أحمد، أو “ستيفانو”: “من المرتقب أن يعود ستيفانو إلى أرضه التي وٌلد فيها، تاركا وراءه بلدته الصغيرة، وتاركا وراءه إحساسا كبيرا بالفراغ لدى كل من يعرفه، كما أن تجربته خلفت وعيا بأن الدين واللغة والعادات لا تشكل أبدا عوائق أمام الحب بين الأشخاص.. قصة ستيفانو تشكل النموذج الحقيقي للانذماج الإجتماعي”.
ويعلق آخر على القصة وعلى تضامن الناس معه: “في عالم كله أحقاد، الناس في بلدة صغيرة كبلدتنا يعطون درسا للجميع ويعلمونهم كيف يحبون وكيف يحتضنون ناسا بسطاء”.
ومن المنتظر أن يتم نقل المتوفّي اليوم أو غدا إلى المغرب، وقد ترك أسرة تتكون من الزوجة وأربعة أبناء، أصغرهم يبلغ من العمر ثلاث سنوات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق