AD

الأربعاء، 6 مايو 2020

الرعاة الرحل يعيثون في الأرض فسادا على حقول الفلاحين جنوب المغرب.


بعدما أصبح مورد الرزق الوحيد لسكان البوادي هو ما ستجود به بعض شجيرات الصبار من ثمار خلال فصل الصيف غرسوها في محيط منازلهم، وأوراقها الميتة ككلأ لماشيتهم الجائعة من مواسم الجفاف المتتالية، لتسد رمقها ولو بعد حين! لعل وعسى تبقى آخر غرس سيلجأون إليه لسد رمقهم وماشيتهم بعد أن تأكدوا علم اليقين أن ما يزرعونه في ضيعاتهم البعيدة بات في مهب الريح لغيرهم من جحافل الرعاة الرحل الطغاة؛ ليأتي أصحاب قطعان بالمئات من الجمال والمواشي ويقضون على الأخضر واليابس، وإن كان ما كان حتى على مشارف أمتار قليلة من بيوت ملاكيها. 
إذا كان أصحاب هذه القطعان من الإبل والغنم والماعز يعتقدون أنهم مجرد رعاة وفقط، فإنه ما يسمى بالضحك على الذقون بالتمام والكمال، بل إنها مقاولات قائمة بذاتها وبقيمة رأسمالية تفوق الملايين من الدراهم، وجب عليها بقوة القانون المساهمة في الصندوق الضريبي للدولة اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تصول وتجول طول وعرض البلاد لتقضي على محاصيل فلاحين صغار؛ كانوا يأملون بالأمس القريب في قطرة مطر فقط لتجود بها السماء لهم، ليصبحوا بين عشية وضحاها على كابوس أمواج من البهائم تجتاح حقولهم. 
واقع مرير تعيشه ساكنة البوادي، ولا من مغيث، ساكنة لا تهمها التطاحنات التي تحصل على الظفر بالكراسي والمناصب، لا تهمها لغة الخشب والوعود، ساكنة تتمنى الوقار فقط، فهم أدرى بأمورهم، ساكنة أضحت تمني النفس فقط أن يعود بهم الزمن إلى الوراء أكثر من استشراقهم للمستقبل الغامض، ماض كانت فيه كل القبائل تدافع وبشراسة عن عرضها وشرفها، عن حقولها ومحاصيلها أمام الغزاة، أما اليوم؛ يغتصبون أراضيك أمام مرآاك ولا من يحرك ساكنا، مرة بالخنزير، ومرة بالتحديد الغابوي و الرعي الجائر مرة أخرى، دون نسيان المقالع بأنواعها، وإلى الله نمضي... وهنيئا لمن سبق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق