AD

السبت، 4 يونيو 2016

تفاصيل رحلة الموت بالسواحل الإيطالية كما يروي تفاصيلها أحد الناجين من مدينة بني ملال!!


أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن ما لا يقل لا 700 شخص لقد لقي حتفه في عرض البحر خلال الأسبوع الماضي بعد انقلاب مركب كانوا على متنه متوجهين نحو إيطاليا، فيما قالت أطباء بلا حدود عبر موقع تويتر بعد أن قدرت عدد المتوفين في الفاجعة الأخيرة بنحو 900 شخص خلال الأسبوع المضي "أننا لن نعرف أبد الأرقام الدقيقة".
وبدأت تتكشف حجم الكارثة وعدد الضحايا المغاربة الذين كانوا يمثلون النسبة الكبيرة التي كانت في تلك الليلة المظلمة على متن قارب الموت، حيث بدأنا نسمع من هنا وهناك وخصوصا في مدينة بني ملال وبعدها فاس والبقية قد تأتي عن عدد الضحايا الذي يعتبر ليس بالهين.
وفي اتصال بالموقع، لعم "سفيان" وهو أحد الناجين من هذه الكارثة من مدينة بني ملال، تحدث مطولا عن تفاصيل مؤلمة عاشها من كان على قارب الموت لأربعة أيام في البحر بدون أكل ولا شرب، والساعات الأخيرة  قبل ان يفقد الكثير في البحر ويتم انقاد القليل منهم من طرف  خفر السواحل الإيطالي.
قال "سفيان" على لسان عمه "أحمد"، أنا من أولاد يعيش من إقليم بني ملال، قررت أن أغادر مدينتي في اتجاه إيطاليا من أجل تحسين وضعيتي، حيث اتجهت إلى الدار البيضاء انا وصديق لي متجهين نحو مطار محمد الخامس، لنستقل الطائرة في اتجاه تونس.
بعد وصولنا إلى تونس العاصمة، وجدنا أشخاص من المكلفين ينتظروننا، اتفقنا معهم وذلك بتسليم مبلغ 20000.00 درهما مسبقا والباقي عندما نصل إلى إيطاليا، ليقموا بعد ذلك بنقلنا برا إلى ليبيا.
بعد وصولنا إلى مكان لا نعرف أين في ليبيا تم وضعنا في فيلا بجانب الشاطئ، وجدنا بها عدد كبير من الناس من جنسيات مختلفة، سوريين وأفارقة ومغاربة ومن بنغلادش، حيث مكثنا هناك تقريبا خمسين يوما، مهم أنا تعرفت على أكثر من أربعين شخصا من بني ملال كانوا معنا في نفس المكان والكثير ممن كان هنا من جنسية مغربية.
وفي اليوم المعلوم، تم إخطارنا من طرف المكلفين بنقلنا على أن هذه هي الليلة هي الليلة الموعودة، تم وضعنا في قارب كبير مكون من طابقين، لا يمكنني أن اؤكد عدد من كان على مثنه، إلا أن العدد كبير جدا، بحيث لا يمكنك التحرك في مكانك من كثرة الازدحام.
مضيفا في كلامه، بعد دخولنا إلى البحر، كنا نظن أن الرحلة لن تستغرق أكثر من يوم، إلا أننا مكثنا في البحر لمدة أربعة أيام، قضيناها بدون ماء ولا أكل، كنا نقول أننا هذه ستكون آخر ساعة لنا في هذه الدنيا، خصوصا بعد اتهزاز القارب بسبب قوة الأمواج.
بعد لحظات وصل خفر السواحل الإيطالي، الذي قرر أنه سيأخذ في الأول النساء والأطفال، ليتم إنقاذهم في الأول، ولكن بعد لحظات ساد هرج على مثن القارب ليتحرك الشباب في لحظة واحدة في اتجاه واحد لينقلب القارب بعد ذلك، هنا تيقنت أنها النهاية، خصوصا أنني لا أجيد السباحة.
وأكد "سفيان" على لسان عمه، أن الألطاف الإلهية، هي من أخرجته من الضيق، حيث قام بنكلاديش كان معهم في نفس القارب بمساعدته وإنقاذه حتى وصوله إلى الشاطئ.
حاولنا أن نعرف المزيد منه، إلا أن حالة الصدمة التي يعيش فيها بعد وصوله إلى إيطاليا، والأجواء التي عاشها بالبحر لمدة أربعة أيام منعته من ذلك، يقول عمه "أحمد"، مؤكدا أن أغلب من كان على متن ذلك القارب يعتبر في عداد المفقودين، بما فيه صديقه الذي رافقه في رحلته هذه من بني ملال.

0 التعليقات:

إرسال تعليق